المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المنتدى الجديد وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المنتدى الجديد وشكرا

Wednesday, October 7, 2009

خدعة إنفلونزا الخنازير -3


نستكمل الحديث عن إنفلونزا الخنازير.. أيها السادة أوجه إليكم سؤلا غاية فيالأهمية، ألا وهو: أيهما أخطر إنفلونزا الخنازير أم الطيور؟
والإجابة من واقع سجلات منظمة الصحة العالمية، وحسب المنشور على موقعهاالرسمي على شبكة الإنترنت سوف تقرعكم بهذه الأرقام حتى يوم 24 مايو 2009:

عدد الإصابات المؤكدة بإنفلونزا الخنازير: 12022 حالة
عدد الوفيات منها: 86 حالة
عدد الإصابات المؤكدة بإنفلونزا الطيور: 429 حالة
عدد الوفيات منها: 262 حالة
إذنبقواعد حسابية بسيطة سوف نندهش عندما نجد أن نسبة الوفيات في إنفلونزاالخنازير نحو 0.7% أي أقل من واحد بالمائة، بينما النسبة تزيد في إنفلونزاالطيور عن 61% بين المصابين بها، ألا تدل تلك الأرقام على ضعف فاضح فيفيروس إيه – إتش 1إن1؟ ومع ذلك يخوفوننا منه حتى تكاد السماء تمطر تخويفا!

يا سادة، برغم تحفظاتنا – وبالأحرى إنكارنا –لخطر الاثنين، لكنه بحسب مؤشرات نسبة الوفيات بين المصابين بكليهما، ألميكن من المفترض أن يكون الاهتمام بالأولى يفوق الثانية بكثير؟ ومع ذلك –وياللغرابة وعلى النقيض تماما - فإننا نلمس أن الضجيج المثار والصخب فائقالشدة حول إنفلونزا الخنازير يتجاوز بمراحل البروبجندا الخاصة بإنفلونزاالطيور

لماذا؟!!الله أعلم، وبالمثل الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري عندما سئل "هلترى أنه تم تضخيم موضوع إنفلونزا الخنازير عالميا؟".
أجاب بنعم، مقررًا "ولا أعرف السبب"، ومتسائلا: "أنا مش عارف الهيصة دي كلها على إيه.. ولا توجد لدي أسباب واضحة"!!
والحالكذلك، أعتقد أن القليل من الكلام وفق "نظرية المؤامرة" لا يضر، من يدريوربما يفيد! فلعل الكثيرين لم يسمعوا قط عما أطلق عليه "جائحة إنفلونزاالخنازير العظمى" أو الوباء الذي لم يكن، كان ذلك عام 1976م عندما نشر الرعب مع سبق الإصرار والترصد، وهذا يتطلب مني أن أتخلل سرد قصة هذا الوباء بومضات من وباء أيامنا.
كانفي المرة الأولى على مستوى دولة - لكنه الآن على صعيد كوكبي، لذلك تتسعدوائر المؤامرة، وتتشابك خيوطها أكثر، وتتعقد عناصرها على نحو متداخل إلىحد الإرباك.
نعمفالذي نعايشه الآن ليس الإطلالة الأولى لإنفلونزا الخنازير، ولا هوالاستخدام الرائد للحشد الإعلامي والاستنفار الصحي، والتجييش المؤسسيلاستثمار خوف الناس وهلعهم لأغراض سياسية واقتصادية، سواء كانت خاصة أمعامة.
ففيشهر يناير مطلع العام نفسه توفي جندي شاب في معسكر فورت ديكس التابع للجيشالأمريكي بولاية نيوجرسي، وشُخِّص لاحقا بأنه مات متأثرا بإنفلونزاالخنازير، ومع نهاية الشهر كانت التحاليل الطبية لـ 155 جنديا إيجابيةفيما يتعلق بالمرض نفسه، ودخل أربعة منهم المشفى وخرجوا جميعا بعدماتعافوا سريعا، ولم يكن هناك ما يشير إلى أن المرض قاتل مميت، لكن المركزالأمريكي لمراقبة الأمراض والوقاية منها المعروف اختصارًا بـ CDC، تخوف منأن يكون الأسوأ لما يأت بعد.
وفيشهر فبراير أذاع وزير الصحة وقتها بيانا على الملأ جاء فيه "هناك دليل علىأن جائحة كبيرة سوف تقع الخريف المقبل، الاحتمالات تشير إلى أن الفيروسسوف يقضي على مليون أمريكي عام 1976م".
الآننعيش عصر العولمة، والحديث لم يعد محصورا بحدود الأوطان، وإنما هو كوكبيالطابع، والأعداد لم تعد مليونية، وإنما بليونية بالمليارات فمسئولو منظمة الصحة العالمية يتوقعون فناء ثلث سكان العالم.
وتم الضغط على زر الهلع
كانالرئيس جيرالد فورد يتأهب وقتها لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبرالتالي، وكانت الأمة الأمريكية لا تزال ترزح تحت وطأة فضيحة ووترجيت وسقوطسايجون، الوضع الذي يمكِّنه من استعراض قدراته القيادية، وبعد أن اجتمعفورد في البيت الأبيض بمطوري لقاح شلل الأطفال وطلب معونتهما، توجهللكونجرس طالبا اعتماد الأموال اللازمة للبرنامج الذي وضع لمكافحة الجائحةوإقرارها، ثم ذهب للتلفاز، وأنبأ الأمريكيين أنه إذا لم تستعد الأمة لأسوأوباء منذ عام 1918 فسوف يكون الذنب ذنب الكونجرس.
طبعااعتمدت الأموال اللازمة لتمويل برنامج مكافحة الوباء، وكان من بين بنودالتشريع الصادر بتمريره عدة ملايين إضافية من الدولارات لإنشاء مشاريع تخصالخنازير، وتعويضات لشركات الأدوية (التي ستنتج اللقاح المضاد) حتى تتجاوزمشاكلها الخاصة كالدعاوى القضائية المرفوعة ضدها مثلا (حتى تتفرغ تماماللمهمة الوطنية)، أرأيتم كلها منافع وفوائد إنفلونزا الخنازير! مرحبابالوباء الذي ينعش الاقتصادات المأزومة ويزيد من غلة شركات الأدوية (ثانيأربح تجارة في العالم)، ويزيح عن كاهلها هموم المحاكم فلا صوت يعلو فوقصوت معركة إنفلونزا الخنازير.
تدشين برنامج دعائي المكثف
وجاءصوت المذيع كالإعلانات تماما منذرًا ومحذرًا "جائحة إنفلونزا الخنازيرآتية.. إنها قد تمرضك جدا"، (وزيادة في التأثير) عرض على الشاشة مشاهدلمرضى فشلوا في الحصول على جرعات التطعيم وهم طريحو فراش المستشفيات، أماالآن فالأبواق الإعلامية والمسئولون يتبارون في إشاعة الرعب متسابقين،ويزايدون في الأرقام على بعضهم.
وجاءأكتوبر وبدأ معه برنامج التطعيم القومي، ولكن عندما نشرت بعض التقاريرأنباءً عن وفاة ثلاثة من الشخصيات العامة بعدما تلقوا التطعيمات، رفضالناس تعاطي التطعيمات، ولم يتعاط سوى ثلث السكان التطعيم، وبقي الثلثاندون تطعيم – برغم عدم ثبوت تأثر الوفيات باللقاح، ومع ذلك لم تأت الجائحةأبدا ولم تكن، تماما كما لم يتفش وباء إنفلونزا الطيور ولا الجمرة الخبيثةولا سارس.
لعلفي هذا وغيره العظة والدرس، علنا نستفيد، وبالتأكيد لن يكون الكلام وفق"نظرية المؤامرة" خاليا من الفائدة، لكن بعد مرور زهاء 4 عقود مع تعقدوتشابك العلاقات والمصالح والعولمة والشركات العابرة للقاراتوالإستراتيجيات العظيمة المتداخلة والمتصارعة، فوضعنا الآن أكثر تعقيدًاوتشابكًا، ولكن خلاصة الدرس واضحة ولا تحتاج لمزيد..
صحيحأن الفيروس وصل إلى 43 دولة وبلغ عدد المصابين به لـ 12022، ولكن فيأمريكا وحدها هناك 6552 حالة، وامتدادها في المكسيك بنحو 3892 حالة، بينماهناك حالة في الأرجنتين وأخرى في أستراليا وثالثة في الدنمارك ومثلها فياليونان، وكذلك في الفلبين وهكذا، إذن فالأمر يبدو بقراءة الأرقام شبهأمريكي خالص!
فالواقعأننا الآن على أعتاب حقبة جديدة تسلمت فيها إدارة ورئيس جديد مقاليدالأمور بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تالية لحقبة سوداء احتل فيهاغلاة المتشددين الأمريكيين البيت الأبيض وملئوا فيها الدنيا ظلما وظلاماوطغيانا وعاثوا في الأرض فسادًا.
صحيحأيضا أنه ليس هناك شيء واضح حتى الآن، ولكن ترتيب البيت الأمريكي منالداخل ومخاطبة الخارج والتعامل معه، فضلا عن اقتصاد عالمي مأزوم، وغيرذلك من الأمور الشائكة الكثير، ربما تتطلب شيئا كإنفلونزا الخنازير..تسألني هل هذا ممكن؟ أجيب ولم لا؟!!
والحديث متصل..

كاتب في الشأن العلمي، ويمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بصفحة علوم وتكنولوجيا oloom@islamonline.net


No comments: