المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المنتدى الجديد وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المنتدى الجديد وشكرا

Wednesday, October 7, 2009

عن صناعة الهلع من أنفلونزا الطيور

عن صناعة الهلع من أنفلونزا الطيور

نعرفأن لكل صناعة عصابة من الإعلاميين يدورون فيفلكها، ولهم قدرة على تحويل دفة اهتمامالمستهلكين إلى منتج أو صرفهم عنه، بل يمكنها–وما أسهل– أن تجعل الرأي العام كله مع هذاالمنتج أو ضده لاتباعها أساليب تبتعد كثيراعن المواثيق المحترمة للمهن الإعلاميةوأخلاقياته المرعية، وتقترب أكثر من النفعيةوالانتهازية وأي سلوك أو خلق غير قويم.
ونعرفأيضا أن هناك بعض المعاهد والكيانات التيتوصف بالعلمية تستطيع أن تصدر بيانات أو تنشرنتائج "أبحاث" لصالح المنتج أو ضده،وبالتنسيق مع عصابة الإعلاميين يرتفع منتجلعنان السماء أو يخسف بآخر لسابع أرض.
وبالتناغممع هذا وذاك داخل حتى المنظمات الدوليةالمحترمة والمرموقة يتم شراء ذمم حفنة منضعاف النفوس من المسئولين يشكلون "لوبي" أوطابورا خامسا يعمل لصالح كيانات ضخمة منصناعات وتجارات بغض النظر عن الصالح العاملتتكامل منظومة الترغيب والترهيب التي تديرالأسواق في العالم.
وفيمسألة أنفلونزا الطيور لنرى كيف يتم!

عنالمنظمات الدولية أو الوطنية

لنبدأمن الأخير، خذ على سبيل المثال مركز CDC أو مركزمقاومة الأمراض الذي يفترض أنه يعمل لصالحالإنسانية بشكل مجرد يعلن في بيان له أن فيأمريكا وحدها يموت 36000 سنويا شخص متأثرينبالأنفلونزا، لكن لسوء حظ المركز فإنه هونفسه سبق أن أعلن إحصاءات عن وفياتالأنفلونزا في تقرير سابقله (صفحة 16) أعلن عنهاكالتالي:
753شخصا عام 2002
257شخصا عام 2001
1765شخصا عام 2000
1665شخصا عام 1999
كيفقفز الرقم من 257 على أقل أقرب تاريخ أو 1765 حسبأكبره إلى 36 ألف شخص، فهل حتى تلك الأرقام عنضعفها دقيقة؟ إن إحصاءات المركز تقسم وفياتالأنفلونزا مصحوبة بأمراض أخرى كالتالي:
1-أنفلونزا مصاحبة بإصابات رئوية influenza plus pneumonia
2-أنفلونزا مصاحبة بأعراض في الجهاز التنفسي influenza plus other respiratory manifestations/symptoms
3-أنفلونزا مصاحبة بأعراض أخرى (غير متعلقةبالجهاز التنفسي) influenza plus other manifestations/symptoms(non-respiratory)
ومعلومللجميع مدى نفاسة حياة وصحة الأمريكيين وكيفلا يدخرون وسعا ويسترخصون الغالي في سبيلذلك، ولهذا سوف يبدأ الأمريكيون ومطلع عام 2006في تعاطي التطعيمات السنوية الدورية ضدالأنفلونزا.
هذابالنسبة للأنفلونزا العادية أو الموسمية فمابالنا بأنفلونزا الطيور (الوباء الغول)، ثم قسعلى ذلك ما شئت من منظمات وهيئات دولية ووطنية.

عنالإعلام والإعلاميين

سبقالبيان أنه عندما تتحدث وسائل الإعلام عنأنفلونزا الطيور تستخدم أحد تعبيرين باللغةالإنجليزية هما epidemicو pandemic والمختصرالمفيد في بيان الفارق بينهما هو أن الأولىتعني تفشي مرض في مكان وزمان محددين،والثانية تفيد تفشي مرض في قطر بأكمله أو عدةأقطار معا.
وتعميماللفائدة فإني أسوق الفارق باللغة الإنجليزيةنقلا عن قاموس وبستر وهو كالتالي:

Epidemic:affecting or tending toaffect a disproportionately large number of individuals within a population,community, or region at the same time

Pandemic:occurring over a wide geographic area and affecting an exceptionally highproportion of the population
وعلىخجل ربما تضاف كلمة "محتمل" أو تسبق أحدالتعبيرين، ثم لا تلبث أن تسمع أو تقرأ أيامنهما مجردة باعتبارها واقعا لا متوقعا، ممايرسخ في الوعي الجمعي لدى الرأي العامالعالمي أننا نواجه وباء بالفعل.
بلومما يغلب ويساعد في سبق مدلول التعبيرالثاني إلى ذهن المتلقي إلحاح وسائل الإعلاموتأكيدها على ظهور حالات وفيات أو عدوى في عدةبلدان؛ وهو ما يجعل الشكل الأكثر وحشية منالوباء هو الأقرب لكن أحدا لا يتلفت إلى أن كلتلك الحالات فقط تتجاوز الستين من الوفياتومائة وثلاثين من المصابين.
يزيدعلى ذلك أنه غالبا ما تلحق لفظة "Outbreak"وهي وإن كانت تعني" التفشي" هنا؛ إذ نحنفي سياق الحديث عن وباء، فإنه فضلا عن دلالتهاأن المرض فاش بالفعل، فإن اللفظة لها مدلولاتأخرى لدى المتلقي تزيد الهلع وترسخ الرهبة،حيث تعني ضمن ما تعني الانفجار والثورة، ممايضيف إلى رصيد التهويل والترهيب لدى المتلقي.
لكنهنادرا ما يحدث أن يتحدث إعلامي بعزف منفردخارج الجوقة بلفظة ثالثة وهي endemic وتعنيمحدودية المرض لمكان أو لفئة، وهذا هو الأقربللواقع رغم أنه حتى في ذلك شيء من التجاوز،فنحن نسمع عن حالة إصابة أو إصابتين كل أسبوع،وليس هلاك مئات الألوف في جائحة تكتسح كل مايقابلها.
ومرةأخرى أسوق الفارق بين الثلاث باللغةالإنجليزية لنفس السبب:
Differencebetween endemic, epidemic, and pandemic: Endemic ispeculiar to a district or particular locality, or class of persons("diseases endemic to the tropics"). That which is epidemicis common to, or affecting at the same time, a large number in a community("an epidemic outbreak of influenza"). Pandemic isepidemic over a wide geographical area
وتجاوزاعن العمد من عدمه وتبييت النية من سوءالاستخدام وهذه فرضية بعيدة في تقديري، فإنلوسائل الإعلام مع الساسة طريقة تبدو –وضعخطوطا تحت تبدو هذه- مقنعة في مسألة انتشارالمرض وتفشيه ليصبح وباء عالميا، وهي قيامالطيور المهاجرة في أثناء مواسم الهجرة بنقلالمرض من آسيا لسائر القارات الأخرى لا سيماوفصل الشتاء يطرق الأبواب على نصف الكرةالشمالي وفيه يقع معظم سكان العالم.

سيناريوالانتقال عبر الطيور المهاجرة

لاتجد تحذيرات أنفلونزا الطيور صدى لدى كلمسئولي الصحة، ومن هؤلاء الدكتور مارك سيجالالأستاذ المشارك بكلية الطب بجامعة نيويورك،وأحد الذين لا يتجرون في سيناريو الهلعبالبيع أو الشراء.
يهملسيجال عدوى أنفلونزا الطيور وانتشارها عبرالطيور البرية والمائية المهاجرة ويقول: "لوكان هناك شيء معد الآن.. فهو الحكم مستظلابالخوف"، في عبارة بليغة تصف كيف ينشرالهلع الذي ألقى بظلاله على كل مكان في الأرضحكم الناس على الأشياء، ويجعل منه أمرا معديا.
فإنوسائل الإعلام شرعت في نشر خرائط ترسم خطوطسير الطيور المهاجرة من آسيا إلى كافةالأنحاء الأخرى؛ وهو ما رسخ لدى الكثير منالناس الذين يرون بلادهم تمر بها طيور حاملةللفيروس لن تنجو من الوباء، فإما راحواينتظرونه، أو هرعوا للإفلات منه بأي وسيلة.
تذكرونبوتشر الاختصاصي المتخصص في فيروسات الطيور؛إنه يصف درجة تسامح السلطات في أمريكا مع ظهورحالة واحدة لمرض أنفلونزا الطيور إلى حدالصفر، مما يعني أن حتى في حالة وصوله لن يسمحله بالتفشي والانتشار، خاصة أن أمريكا تصدرثلث إنتاجها من الدواجن وهي صناعة يصل حجمهاهناك لـ 9 مليارات دجاجة سنويا.
أماسيجال فيواصل متهكما "تخيل أن طائرا مهاجراهزيلا حاملا لفيروس أنفلونزا الطيور تدبرأمره واستطاع الوصول لشواطئنا في أمريكابطريقة أو بأخرى".

لماذاأمريكا؟

فيالمثالين السابقين اهتممت بأمريكا رغم أنالاهتمام عالمي، هناك عدة أسباب أولها أن آلةالإعلام الأمريكي الجبارة تتبعها كل وسائلالإعلام، وما تبثه تجد له صدى يفوق بل ويغطيالاهتمام المحلي في أي مكان وفي أي دولة مهماكانت، وأجندة اهتمام الإعلام الأمريكي تسبقأي أجندة أخرى ولعل في السنين الماضية ما يؤكدذلك أيما توكيد كأحداث 11 سبتمبر وتوابعها منحربي أفغانستان والعراق، وما تخللها من خوفمن الجمرة الخبيثة وغير ذلك الكثير منالشواهد والأمثلة.
أماالسبب الثاني فهو أن الأمريكان يدفعون سنويانظير ما يتناولونه من أدوية نصف حجم مبيعاتصناعة وتجارة الأدوية في العالم؛ بالضبطحوالي 230 مليار دولار أمريكي من جملة نصفتريليون هو حجم الأموال المتداولة في هذهالصناعة والتجارة الرائجة جدا.
ثالثالأسباب هو أن الإدارة الأمريكية تعيش حالةحرب مع الرأي العام العالمي والداخلي،وتتقاذفها أزمات عديدة اقتصادية وسياسيةواجتماعية ودبلوماسية، وصرف الأنظار عن كلذلك يتطلب حزمة من الأزمات والقضايا ذاتالطابع الجماهيري مثل تسليح كوريا الشماليةوإيران غير التقليدي أو النووي على وجهالتحديد، وأسامة بن لادن والظواهريوالزرقاوي، ومحاكمة صدام، وأخيرا أنفلونزاالطيور وهي قضية تحمل في طياتها اهتماماعظيما من جانب الكافة داخليا وخارجيا ثم أنهاخارج نطاق السيطرة ومن ثم يمكن الإلحاح عليهابشكل مستمر، ثم التصعيد كلما دعت الحاجة لصرفالانتباه إليها عن غيرها من قضايا لا يراد لهاأن تتوسط بؤرة الاهتمام.
لقدذهب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في أولنوفمبر 2005 إلى المعهد القومي للصحة عاقدامؤتمرا أعلن فيه عن خطة وضعت في نحو 381 صفحةوأطلق عليها خطة إستراتيجية وباء أنفلونزاالطيور.
ذهبالرئيس يحوطه نصف رؤوس وزارات إدارته حيثحضرت كونداليزا رايس مستشارة الأمن القوميالسابقة ووزيرة الخارجية حاليا ووزير الأمنالمحلي، ووزير الزراعة، ووزير الصحةوالخدمات الإنسانية، ووزير النقل، للعجبالمسئول الأول عن شئون قدامى المحاربين، ماذايفعل المواطن الأمريكي عندما يرى ذلك الحشدوعدد تلك الصفحات وتسمية الأمور بتسمياتمرعبة مثل إستراتيجية وباء أنفلونزا الطيور،لو تجمد رعبا ما لامه أحد.. ثم هناك من يتابعالشأن الأمريكي بحسبانه مؤشرا على أهميةالقضايا والمسائل والذي على مقياسه يتم قياسخطورة القضايا والمسائل الوطنية في البلدانالأخرى
أضفلما سبق أن هناك توقعات بنمو تلك الصناعةوالتجارة بنحو 11% حيث يتوقع في المستقبل أنيتم تطعيم كل الأمريكان ضد الأنفلونزا سنويا،وهذا السيناريو أعلنت عنه اللجنة الاستشاريةللإجراءات المناعية (ACIP) التابعة لمركزمقاومة الأمراضCDC (Center for Desease Control) .
هذههي توصية مركز مقاومة الأمراض CDC، ثم إنها تأخذ دورها في الترهيب وإشاعةالهلع عندما يصدر بيان لها يقول إن معدل الوفيات التي سببتها سلالة فيروسأنفلونزا الطيور H5N1 بين المصابين بها بلغت 76% (تخيل فلكية النسبة)، رغمأن سلالة فيروس الأنفلونزا الأسبانية الذي انتشر عامي 1918-1919 وقضىبسببه نحو 18 مليون شخص نحبه، منهم حوالي نصف مليون أمريكي، لم يتجاوزمعدل الوفيات التي سببتها سلالته 1 إلى 2% من المصابين به، فضلا عنالترويج إلى أن التشابه بين السلالتين يقترب لحد التطابق.
لاحظالمعدل المتوحش لأنفلونزا الطيور رغم أن كلالذين توفوا متأثرين بعدواه وصل عددهم بالكادلـ 70 شخصا.
فإذاما تطرقنا للحديث عن علاج أنفلونزا الطيورفإننا أمام عقار واحد فقط هو التامي فلو الذييروج له على أنه المكافح الأوحد ضد المرض الذييبث في النفوس الرعب منه، وقد أعلنت الولاياتالمتحدة الأمريكية أنها بصدد شراء نحو 80مليون جرعة من العقار يبلغ سعر الجرعةالواحدة منها نحو 100$، بل أصدرت أوامر بشراءدفعة أولى تبلغ نحو 20 مليون جرعة، أي أننانتحدث عن 2 مليار دولار أمريكي.
كذلكفإن صديق أمريكا المخلص توني بلير أمر بشراءجرعات تكفي لحوالي 25% من البريطانيين البالغإجمالي عددهم حوالي 56 مليون نسمة.
عندهذا الحد سوف يأخذ الحديث عن أنفلونزا الطيور منحنى آخر أكثر خطورةووعورة، لأننا وغيرنا نرى أن تسويق الهلع من أنفلونزا الطيور يمثل الأوزةالتي تبيض ذهبا لشركات الدواء، فالشركات الرابحة تزداد ربحا، والشركاتالمتعثرة تقال بالهلع من عثرتها، ومالكو الأسهم في تلك الشركات تتفاحشثرواتهم، ورجال الإعلام لا يعدمون المادة المثيرة التي ترفع مبيعاتهم منصحف ومجلات وجرائد، وشبكات التلفزة تستطيع أن تجتذب أنظار المشاهدين أربعوعشرين ساعة في أيام الأسبوع كله (24/7).
وينبغيألا يغيب عن وعينا أنه منذ مقدم الإدارةالجمهورية الحالية برئاسة جورج دبليو بوشوجوقة المحافظين الجدد، ونحن نعيش مسلسلاللرعب متعدد الحلقات، منها الخوف الدائمالمستمر من الفيروسات والحرب البيولوجيةبدءا من الجمرة الخبيثة والجدري مرورا بفيروسغرب النيل وسارس وأخيرا أنفلونزا الطيور.وهذا ينقلنا إلى الشق التالي من الملف
-----------------------

اقرأ أيضا في الملف:

أنفلونزا الطيور.. هلع لا داعي له
الخبراء يستنكرون الهلع من أنفلونزا الطيور
عن صناعة الهلع من أنفلونزا الطيور
سبوبة أنفلونزا الطيور
تامي فلو في الميزان



No comments: