هلع أنفلونزا الطيور.. لعبة سياسة و"بيزنس"
تامي فلو في الميزان
بقلم - هشام سليمان
تتداولبعض وسائل الإعلام عقار التامي فلو باعتبارهلقاحا، والبعض الآخر يتحدث عنه بحسبانه مصلا،وفنيا لا هو هذا ولا هو ذاك.
فاللقاح:حقن الجسم بميكروب مضعف أو ميت سواء كانبكتيريا أو فيروسا فيكون الجسم مضادات طبيعيةذاتية لذلك الميكروب ويتميز بأنه يحصن الجسملفترة طويلة ضد مرض قد تصل في بعض الأحيانلمدى العمر. ولا يعطى اللقاح في حالة الأوبئةلأنه يحتاج فترة من الزمن بعد الحقن يكون فيهاالجسم غير محصن حتى يكون بنفسه الأجسامالمضادة ويطلق على هذه العملية active Immunity.
أماالمصل: فهو أجسام مضادة جاهزة -مستخلصة غالبامن دماء حيوان- يتم حقنها في الجسم البشريلتعطيه مناعة فورية ضد ميكروب معين، ولكنعيبها أن مدة المناعة تكون قصيرة لأنها مكونةخارج الجسم، وهو يعطى في حالة الأوبئة حيثالأولوية لمرض موجود فعلا وليس لتحصين وتقويةمناعة الجسم الأصيلة ويطلق على هذه العمليةpassive immunity.
والتاميفلو حسبما هو معلن مستخلص من نبات الأيسونالصيني ويتم ذلك عبر عملية طويلة مكلفةللغاية تستغرق عاما بأكمله تصل في إحدىمراحله لحالة شديدة الانفجار، وذلك هو المسوغالذي تواجه شركة روش به الانتقادات الموجهةإليها لضعف إنتاجها من العقار، فضلا على أنهاتتذرع في مواجهة المطالب المتزايدة لإنتاجهبواسطة شركات أخرى بأنها حريصة على وصول منتجصالح ومؤثر وفعال للمستهلك!.
وعلىحياء يمكن أن نقرأ أو نسمع أو نرى في وسائلالإعلام مطبات وعراقيل في وجه العقار منها أنهناك دراسات تؤكد أن العقار يواجه مشاكلحاليا، حيث إن سلطات الصحة العامة في آسياوأوربا قد أعلنت اكتشاف حالات عقلية ونفسيةوإن كانت تبدو حالات نادرة فإنها خطيرة حيثتصل إلى حد الانتحار لدى الأطفال الذي تمعلاجهم بعقار تامي فلو لمواجهة الأنفلونزاالموسمية العادية.
مشاكللها ألف حلال
وقددعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلىاجتماع هيئة من الخبراء لمراجعة بياناتالتقارير التي وصلت إليها حول الانعكاساتالنفسية والعقلية لدى الأطفال المعالجينبتامي فلو حيث أظهرت أن 12 طفلا تحت سن السادسةعشرة قد توفوا بالفعل بينما يوجد 32 طفلا لديهمأعراض عصبية عقلية ونفسية ناتجة عن استخدامالدواء وتقريبا معظمهم من اليابان، والجديربالذكر أن اليابان تستخدم 75% من إجمالي إنتاجتامي فلو في العالم، أما الجانب الأوربي فإنعدد مَن يستخدمون تامي فلو أقل مما في اليابانوقد أصيب 5 أطفال باضطرابات عقلية ونفسية مثلالتشوش والارتباك وتصرفات غريبة، ولكنالتقارير لم توضح كم طفلا تم علاجهم بتامي فلوحول العالم، بينما يقول الأطباء إن تلكالتقارير مزعجة للغاية لأن عدد الأطفال الذييتلقون العلاج بهذا الدواء قليل جداوالبيانات حول استخدامه للأطفال محدودة جدا.
وبرغمذلك فإن الوكالة الأمريكية قررت أنه لا توجدمعلومات كافية لإصدار تحذير بشأن تامي فلو فيهذا الوقت.
أماعن رد فعل منظمة الصحة العالمية التي تحثالدول على شراء مخزون احتياطي من تامي فلو فقدأشارت إلى أنه من السابق لأوانه إصدار قرارنهائي بناء على التقارير حول الانعكاساتالعقلية والنفسية لدى الأطفال، وأوضحتالمنظمة أنها ستستمر في مراقبة الحالة ويمكنأن تغير توصياتها.
إنالأبحاث التي جرت على أطفال يعالجون بتاميفلو تتراوح أعمارهم بين عام واثني عشر عاماوجدت أن أجسادهم أصبحت تحتوي على فيروس مقاوممع انتهاء مدة العلاج وهي 5 أيام، ونتيجة لذلكفإن الفيروس الذي ينقلونه لآخرين بانتهاءعلاجهم يمكن أن يكون أكثر خطورة وربما لا يمكنعلاجه.
كماوجدت الدراسات أيضا أن أقل من 1.3% من البالغينالذي تم علاجهم بنفس الدواء يتطور لديهمفيروس مقاوم أيضا، ومما يدعو للقلق هو ما يمكنأن يحدث إذا ما أصبح فيروس أنفلونزا الطيورمقاوما للتامي فلو؛ حيث إن التحذيرات جاءت فيوقت كانت أغلب الدول قد تكلفت ملايينالدولارات لشراء هذا الدواء وتخزين جزء منهكاحتياطي مما قد يؤدي إلى أن الاحتياطي الضخممن هذا العقار يمكن أن يصبح عديم الفائدة.
هذافضلا عن أن تقارير تتحدث الآن عن عدم فاعليةالعقار أمام الفيروس H5N1، وتم رصد عدة حالاتوجد أن العقار لا يسمن أو يغني من جوع مع حالاتمصابة بأنفلونزا الطيور.
هليجدي؟
نأتيإلى "مربط الفرس" بالإجابة على هذاالسؤال، لكن نذكر للأهمية هنا بأن الفيروس لايصيب إلا من يتعامل مباشرة بيده مع طيور مصابةبه، وليس عن طريق الاختلاط العرضي، ورغم ذلكفإنه ينتقل بصعوبة شديدة، والأهم هنا أنه لميتحور بعد إلا سلالة تنتقل من شخص إلى آخر أيبين البشر وبعضهم البعض.
إنالمخاوف تتركز على الطفرة المتوقعة لفيروس H5N1المسبب لأنفلونزا الطيور عندما يجتمع معفيروس أنفلونزا بشرية، وتخرج نتيجة التقاطجينات بشرية سلالة من الفيروس تصيب البشر.
وإذاكان عقار التامي فلو الذي اكتشف أنه -كما يشاع–يكافح السلالة الموجودة الآن من الفيروس H5N1ويعالج آثارها، قد تم تكديسه وتخزينه ريثماينفجر انتشار الفيروس ويتفشى في شكل وبائي،فإنه سوف يكون عاجزا عن مواجهة سلالة الفيروسالجديد؛ لأنها ذات صفات ومميزات وخواص جينيةمغايرة لتلك التي يتعامل معها العقار إذاسلمنا فرضا بفاعليته.
أمافي حالة التمادي والإمعان في تكديس العقارلمواجهة السلالة الجديدة التي لا توجد الآن،فإن ذلك يشبه قضية وضع العربة أمام الحصان، إذكيف يعالج عقار فيروسا لم يظهر أصلا، حيث إنهالمضاد المناسب له؛ أي نبدأ بالسلالة التيتصيب البشر.. هكذا تقتضي الأصول المرعية.
سيناريوتفعيل التامي فلو
يمكنأن يجدي العقار في إحدى حالتين، إما باستثمارحالة الهلع الحالية والتي تم التخطيطوالإعداد لها سلفا بتوليد نسخة بشرية منالفيروس في المعامل مصممة بحيث تتأثر بعقارالتامي فلو، أو أن تلك السلالة التي تصيبالبشر تم توليدها من قبل بالفعل، وحملةالدعاية والبروباجندا تتواصل إلى أن تصل إلىالنقطة الحرجة التي يتفشى فيها الفيروس،وعندئذ يظهر المنقذ، أقصد عقار "التامي فلو".
بعبارةشارحة أنه حتى يتم إنتاج أو توليد ميكروب بشرييجب أن يتم استنباته لفترة طويلة داخل مزارعخلايا بشرية، ثم يحقن في القرود، ونهاية يحقنفي البشر، للتأكد من أنه مناسب تماماللأنفلونزا المهيبة "أنفلونزا الطيور".
ترىأين يتم أو تم استنبات الفيروس؟ أو بعبارةأخرى هل في معامل تمولها رؤوس الأموال التيتستثمر في صحة البشر، أم في معامل تكنولوجياحيوية عسكرية؟
هلتعرفون هناك شركتان أمريكيتان تعمل في 3 مدنهي روشستر في ولاية نيويورك، بالتيمور فيميريلاند ولوس أنجيلوس في كاليفورنيا سوفتحقن 450 متطوعا بفيروس H5N1 تم عزله من السلالةالتي ظهرت في الصين عام 2004، بعقار تجريبي!ماذا يعني ذلك سوى توفير المناخ في المعامللظهور النسخة البشرية وإعطائه الفرصة للظهورفي الوجود.
أخطرمن ذلك اقرأ هذه العبارة (ونوردها هنا نصابلغتها الإنجليزية لخطورتها):
Theresearchers, from the influenza branch of the Centers for Disease Control inAtlanta, will mate H5N1 and human flu viruses in a process known asreassortment. Viable offspring will be tested in animals thought to be goodsurrogates for humans, to see if the viruses can infect, can be transmittedeasily from infected animals to healthy ones and to note the severity of diseaseeach provokes.
وقد وردت هذه العبارة فيتقريرلشبكة CTV الكندية التي تفيد أن مركزمقاومة الأمراض CDC سوف يزاوج بين فيروسأنفلونزا الطيور وسلالات من الأنفلونزاالبشرية، ثم حقنها في حيوانات لملاحظة مدىقدرة الفيروس على العدوى من المصاب للصحيح فيالحيوانات، وأن الحيوانات سوف تستخدم بديلاعن البشر في هذه التجارب!.
هلهناك معنى لذلك إلا أن تلك العملية نوع منالهندسة الوراثية التي قد تفرز في نهايةالمطاف السلالة البشرية من فيروس أنفلونزاالطيور؟.
قلتولم أتطرق بشكل مباشر لكون المسألة توافقأجندة سياسية ومخططا لها سلفا، فإذا لم يحدث–وأرجو ذلك– أي من السيناريوهات السوداء،فلا تجزع من أنفلونزا الطيور فكل الذينتتجاوز أعمارهم 50 عاما مروا بوبائين ومازالوا بيننا وهناك من تجاوزت أعمارهم فوق ذلكخرجوا بسلام من 3 أوبئة للأنفلونزا هيالأنفلونزا الأسبانية – 1918، الأنفلونزاالآسيوية – 1957، أنفلونزا هونج كونج –
1968
اقرأ أيضا في الملف:
أنفلونزا الطيور.. هلع لا داعي له
الخبراء يستنكرون الهلع من أنفلونزا الطيور
عن صناعة الهلع من أنفلونزا الطيور
سبوبة أنفلونزا الطيور
تامي فلو في الميزان
1968
اقرأ أيضا في الملف:
أنفلونزا الطيور.. هلع لا داعي له
الخبراء يستنكرون الهلع من أنفلونزا الطيور
عن صناعة الهلع من أنفلونزا الطيور
سبوبة أنفلونزا الطيور
تامي فلو في الميزان
No comments:
Post a Comment